الكويت في وداع رمزها الوطني الدكتور أحمد محمد الخطيب

يتقدم المنبر الديمقراطي الكويتي لشعب الكويت بخالص التعازي بفقيده الرمز الوطني الدكتور أحمد محمد الخطيب، الذي شيّع جثمانه وسط دموع محبيه وقلوب فاقديه الحزينة، في مشهد تاريخي مهيب يليق بشخصه وإنجازاته الكبيرة والعظيمة من أجل الوطن والمواطنين.

إن سيرة الدكتور أحمد الخطيب -هذه القامة الوطنية النادرة والمميزة- منجزة وموثقة بدءاً من خلق أجواء الضغط الشعبي لتأسيس الدستور والذي كان مشاركاً بصياغته والاشراف على اخراجه بتبوئه منصب نائب رئيس المجلس التأسيسي وعضو لجنة صياغة الدستور، وكذلك مشاركته في تأسيس جريدة الطليعة لسان حال الحركة الوطنية الديمقراطية والمنصة الإعلامية عالية التأثير.

وقد استمر الراحل في تأدية دوره البرلماني والسياسي عبر السلطة التشريعية بمشاركة رفاقه أعضاء الحركة الوطنية الديمقراطية، على الرغم من محاربته من قبل السلطة ومحاولة ابعاده مع رفاقه الوطنيين إما بتزوير الانتخابات كما حدث عام 1967 أو بتغيير قوانين الانتخاب لمحاولة اسقاطه أو بحل مجالس الأمة وتعليق الدستور لمدد طويلة كما حدث بعامي 1976 و 1986.

كما أن للفقيد دور بارز في تأصيل لحمة النضال العربي بوجه الاستعمار من خلال تأسيس حركة القوميين العرب في أواخر الأربعينيات، ومناصرة حركة التحرر الوطنية في الخليج العربي وسائر أنحاء الأمة العربية، وأدواره المتعددة بتوحيد الصفوف ونبذ الخلاف المعوق لنضالها، ومساندتها مادياً رغم محدودية موارده الذاتية.

كما كان الراحل الدكتور أحمد الخطيب أحد الدعائم والركائز المؤسسة للمنبر الديمقراطي الكويتي، والمساند الكبير للقيادات الشبابية في العمل الوطني الديمقراطي، وقد استمر حتى بعد اعتزاله العمل البرلماني، متواصلاً بشغف مع الشباب والملتقيات الثقافية والتنويرية والأنشطة المتنوعة في ملتقى الطليعة كل يوم سبت، وفي ديوانه بعد تصفيتها مؤخراً.

ورغم ما نعانيه وأسرته ومحبيه وأعضاء الحركة الوطنية من ألم الفقد؛ إلا أننا مستمرون بالالتزام في مواصلة نهج الراحل صاحب التاريخ الوطني الحافل بالإنجاز والعمل الصادق في سبيل مناصرة الحق، وتوحيد الصفوف الوطنية والقومية، والكفاح في محاربة الفساد بشتى صوره وصنوفه، ومؤازرة الشباب في العمل الوطني الجاد الذي كان همه وشاغله.

إن عزاءنا في هذا الوقت -على الرغم من عظيم الأسى والحزن على فقد الدكتور الخطيب- أن إنجازاته ومواقفه خالدة، وبأن غرسه الديمقراطي والوطني في نفوس الأجيال والشباب نابتة ومزدهرة، نحو نمو ورفعة الكويت.

وختاماً يدعو المنبر الديمقراطي الكويتي الشعب الكويتي بجميع أطيافه ومكوناته إلى التمسك بالمبادئ الدستورية السامية وحفظ دولة المؤسسات التي ناضل الفقيد من أجل إقرارها، والعمل على حفظ كرامات وحريات الشعب التي كرس الراحل حياته منذ شبابه لفرضها كواقع يعيشه ويتمتع به أبناء هذا الوطن.

رحم الله الدكتور أحمد محمد الخطيب وأسكنه فسيح جناته.

المنبر الديمقراطي الكويتي
7 مارس 2022