في رحيل المناضل الكبير عبدالله النيباري

بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، يتقدم المنبر الديمقراطي الكويتي إلى الشعب الكويتي بأصدق مشاعر المواساة وأحر التعازي، بفقيد الكويت المناضل عبدالله النيباري، صاحب السيرة الوطنية العطرة والزاخرة بالمواقف الوطنية المشهودة على مدى عقود من النضال السياسي الصلب، ممثلاً للشعب في برلمانه ضد قوى الفساد، ومتصدياً لمؤامرات السلطة المتكررة في وأد الدستور أو محاولات تعطيل بعض بنوده كما في عامي 1976 و 1986، أو تزوير انتخابات 1967 ومحاولة تنقيحه عام 1981، تلك المحاولات البائسة واليائسة التي كفت من عضد الشعب ونوابه الشرفاء من أمثال فقيدنا في احباطها واجهاض تداعياتها لتبقى للشعب وكلمته كونه “مصدر السلطات جميعاً”.

مثّل عبدالله النيباري الشعب في مجلس الأمة في خمسة فصول تشريعية، وتوج تمثيل الشعب في عام 1975 بتأميم النفط مسترجعاً ثروتنا المنهوبة من سطوة واحتكار الشركات الأجنبية لها.

وحين اجتاحت القوات العراقية الغاشمة الكويت عام 1990، قام المناضل عبد الله النيباري بواجبه الوطني، ولم يستكين رغم استهدافه من قبل الاحتلال، حيث سعى والشهيد فيصل الصانع ود. غانم النجار إلى إصدار كتابين موجه إحداهما للحكومة الكويتية يدعوها للتمسك بالدولة وبوحدة الكويتيين، وكتاب آخر موجه إلى مؤتمر جدة، يؤكد على التمسك بمبادئ الكويتيين في الدفاع عن سيادة الكويت حرة مستقلة ورفض الاحتلال وبناء دولة مؤسسات دستورية بشكل كامل.

وقارع الفقيد عبدالله النيباري بثبات وعزم كل محاولات الفساد، من نهب واختلاس للمال العام بشتى الطرق الملتوية، كاشفاً الغطاء عن رؤوسها ومدبريها بلا وجل أو رهبة، ما اضطرهم يائسين لمحاولة اغتياله برصاصات آثمة عام 1997، تلك المحاولة الفاشلة التي جيشت في صدر نائبنا الإرادة والصمود للتصدي والذود عن المال العام، ففضح خطط وألاعيب سراق أراضي الدولة في مشروعي الوسيلة ولؤلؤة الخيران كاشفا بالأرقام والمستندات المليارات المنهوبة من ثمنها.

كما كان للفقيد دوره الثقافي والاجتماعي المشهود، فقد ناصر قضايا المواطنة ودافع بشراسة عن حقوقها، وهو أول من نصب خيمة خاصة للنساء في مقره الإنتخابي، مرسخاً مفهوم المواطنة ومحدداً الدستور كمرجع أصيل للدولة المدنية الحديثة.

وكان الراحل طرازاً فريداً من السياسيين، تمتع بعلاقات سياسية ممدودة لخارج الحدود، متواصلاً عربياً وعالمياً مع المناضلين، لرفع الفقر عن شعوبهم المهضومة ضد الطغيان والاستبداد والدكتاتورية بمختلف المسميات.

وإن المنبر الديمقراطي الكويتي وهو يرثي المناضل الكبير عبدالله النيباري يستذكر بفخر واعتزاز الدور الحيوي والفعال الذي تكفل به الفقيد في تأسيسه كتجمع وطني يضم شباباً مؤمناً بفكره وسائراً على دربه، وهم يزهون بكونهم تلامذة مخلصين لقامة وطنية خالدة السيرة.

الخلود والرحمة للقامة الوطنية عبدالله النيباري وخالص العزاء والسلوان للشعب الكويتي الوفي.

المنبر الديمقراطي الكويتي
٢٣ مارس ٢٠٢٢

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*