
حبيب السنافي
عضو المكتب السياسي
إذا أردت أن تعي كينونتك، فتمعَّن في معتقداتك، في ما تؤمن به من أفكار، وما تكنه من مشاعر تجاه نفسك والآخرين.
معتقداتك، هي التي تحدد خريطتك الذهنية، وتفسر الأحداث، وتقيّم الأشخاص، وتحدد أُطر التعامل معهم.
معتقداتك، إن كانت ثابته لا تتغيَّر أو تتطوَّر، ستعاني جمودها حتماً، ولن تتمكَّن من فهم المستجدات في حياتك الشخصية والعملية، وستكون مبهمة، لا إمكانية لديك لسبر غورها وتقصي سيرورتها.
معتقداتك، بكل أطيافها؛ الدينية والاجتماعية والسياسية والفلسفية، هي التي تتحكم في ذاتك، وتحدد سلوكياتك ومقدرتك على المواجهة والمقاومة للضغوط، ومتى ما واجهت فشلاً في حياتك، راجع معتقداتك، فربما كانت هي السبب في الغالب، وربما كانت هي المانع والحاجز لنجاحك، أو إدراكك لعوامل التراجع والتراخي لديك.
معتقداتك، تستلهمها من مصادر عديدة، أهمها بيئتك الاجتماعية ومناهج دراستك وتعاملاتك الحياتية، بل قل كل فردٍ تلتقيه، وكل حدثٍ عابر تواجهه في يومك المضني.
معتقداتك، يجب أن تكون مرنة، أي أن تكون على استعداد نفسي لتتنازل عنها، متى ما ثبت فسادها وعدم ملاءمتها لواقع الحال، وذاك لا يخدش بشخصيتك، بقدر ما يكملها، ويعززها بالعقلانية والمصداقية، ويؤدي إلى انسجام نفسي وتوازن عقلي وقبول اجتماعي من الآخرين نحوك.
كلما كانت معتقداتك مترابطة المعاني، منسجمة مع الواقع، نأيت بنفسك عن القلق والتوتر، وسكنتها الطمأنينة والأمان.
معتقداتك، قد تكون دخيلة على مجتمعك، لا قبول لها اجتماعياً، وحتى من عائلتك الصغيرة، لكن ذاك لا يمنع أبداً من أن تكون هي السليمة، ومعتقدات الآخرين سقيمة.. أنت تحتاج فقط للثقة بذاتك، لكي تكون فريداً، لا نسخة مكررة من الآخرين.
لا ترهن معتقداتك بمعتقدات الآخرين، وتأكد أن المعتقدات الشعبية السائدة، هي المأساة الأولى لما نعانيه من تراجع وتدهور على كافة الأصعدة.
معتقداتك، أنت مسؤول عنها، عن تبنيها وتنميتها وتشكيلها، عليك بالقراءة الحرة، والجرأة على مناقشة كل المواضيع المحظورة والتابوهات المصطنعة، التي نُهدَد بها ونخوّف منها، ليلاً نهاراً، فالحقيقة غاية العقول الحرة والإرادات المستقلة.