سعاد فهد المعجل : الورقة الكردية

سعاد المعجل عضو المكتب السياسي

سعاد المعجل
عضو المكتب السياسي

دخول الأكراد، بقوة، ساحة الصراع الدائر في المنطقة، أصبح يطرح أكثر من سؤال واستفسار.. فالقضية الكردية تتوزع على 3 أضلاع؛ ضلع في تركيا، وثانٍ في سوريا، وثالث في العراق.

بالنسبة لسوريا، فإن الأكراد يشكلون ما يقارب الـ10 في المائة من عدد السكان، أي ما يزيد قليلاً على مليوني نسمة، لذلك فهم يشكلون أكبر أقلية عرقية في سوريا. هؤلاء أصبح لهم دور وثقل سياسي وعسكري، بعد اندلاع الأحداث والحرب في سوريا، حيث حاولت أطراف المعارضة استمالتهم إلى صالحها، بينما حرص النظام في سوريا على إجراء جملة إصلاحات، بعد اندلاع الأزمة في سوريا، لتسوية أوضاع غير المجنسين منهم، ويُقال إن الدولة السورية قامت بالفعل بمنح الجنسية لما يقارب الـ 300 ألف مواطن كردي.

أما في تركيا، فقد حقق الأكراد أول مفاجأة، وذلك إبان الانتخابات التركية في يونيو الماضي، حين مُني حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم بانتكاسة، وبقيت المعارضة الأتاتوركية كما هي، لكن في مقابل صعود كبير لحزب «الشعوب الديمقراطي»، بوصفه الواجهة السياسية لحزب العمال الكردستاني، الذي يتزعمه عبدالله أوجلان.

وضع الأكراد في تركيا يختلف عن وضعهم في سوريا والعراق، فقد لعبوا دوراً مهماً في نجاح الأتراك السلاجقة وانتصارهم على البيزنطيين، وشاركوا في حرب الاستقلال وتأسيس الجمهورية، وهناك معاهدات بين الأكراد والأتراك، لا يسع المجال هنا للتطرق لها.

أكراد العراق، قد يكونون أكثر فئة من الأكراد التي عانت مجازر وجرائم إبادة، أبشعها كانت «مجزرة حلبجة»، حين ضرب صدام حسين مدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيماوية، ما تسبب في مقتل 5000 كردي على الفور، فضلا عن التشوهات والأمراض التي لاتزال ساكنة في سهول وبقاع حلبجة.

اليوم، يتمتع إقليم كردستان العراق بأفضل وضع اقتصادي وسياسي في تاريخ جميع الأكراد، الذين لا يخفي قادتهم أبداً حقيقة أن للشعب الكردي طموحاً قومياً في إنشاء دولة كردية، تضم كل المناطق التي يسكنها الأكراد في أربع دول؛ العراق وتركيا وإيران وسوريا.

اليوم، ومع انزلاق تركيا «أردوغان» إلى أتون حرب المنطقة، تستهدف الطائرات العسكرية التركية حزب العمال الكردستاني، بحجة محاربة إرهاب «داعش»، وهو ما يرى فيه بعض المحللين أمراً يعود بالفائدة على «داعش».

دخول تركيا الحرب، ضاعف من المخاوف، من أن تغوص تركيا تدريجيا في صراع مسلح ومدمر مع الأكراد، وخاصة في ظل تيقن أكراد تركيا أنهم المستهدفون من طلعات الطائرات العسكرية التركية، وليس «داعش»، بعد أن تكشفت لهم العلاقة «الخفية» بين حكومة أردوغان و«داعش».

السؤال الذي يتردد اليوم: هل تكون الورقة الكردية، هي التي ستعيد رسم تضاريس جيو – سياسية لمنطقة الشرق الأوسط بأكمله؟

لا نملك إلا أن ننتظر ما هو قادم.

 

 

نقلا عن جريدة الطليعة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*