
سعاد المعجل
عضو المكتب السياسي
أثارت الانتخابات الجامعية الأخيرة، كالعادة، مسألة الدعم، الذي تحصل عليه قوائم الإسلام السياسي، سواء على مستوى الجمعيات الطلابية في الكليات، أو على مستوى الاتحاد. القضية ليست في طبيعة الدعم، وإنما في مصدره.. فرغم إقصاء الإسلام السياسي، سواء داخل الجامعة أو خارجها للمرأة بشكل عام، نجد أن أصوات الطالبات، هي التي ترجح كفة المتأسلمين.
من مشاهداتي عن قرب لمدى «حرية» الطالبة في اختيار القائمة والأسماء، أذهلني ذلك الكمّ الهائل من الانصياع والتبعية العمياء التي تمارس من خلالها أغلب الطالبات «حرية» اختيار القوائم.
ففي حين صوَّتت 5585 طالبة لمصلحة «الائتلافية»، صوَّتت 3710 منهن لمصلحة «المستقلة»، لأسباب، كما ذكرت، لا علاقة لها بالاختيار الحُر، بقدر ما تحكمها انتماءات قبلية بحتة، أو دينية سياسية، فالواضح لدى أغلبهن، كما لمسته، سواء من خلال حواري مع بعضهن، أو من خلال متابعتي لانتشار كوادر «الائتلافية» من الطالبات داخل الحرم الجامعي عند الانتخابات، أن الدافع غالبا ما تحكمه العلاقات الاجتماعية والالتزام القبلي والمجتمعي، وهذا بحد ذاته يُعد مؤشرا خطيرا على سلب المرأة لأبسط حقوق الاختيار وحرية الرأي.
المحزن هنا، أن ما يحدث، سواء في انتخابات الطلبة، أو في الانتخابات البرلمانية، ليس في الكويت وحدها، وإنما في سائر العالم العربي، هو خضوع النساء، بشكل لافت، لعمليات إقصائهن، على يد من رجح كفة أصواتهن، فالأحزاب السياسية الإسلامية غالباً ما تستبعد المرأة ذات الكفاءة العالية من المناصب القيادية، سواء في الحزب السياسي – ومصر مثلاً على ذلك هنا – أو في القيادات الطلابية.. فعلى مدى أكثر من ستة وثلاثين عاماً من قيادة «الائتلافية» لاتحاد الطلبة، لم نسمع عن قيادة واحدة تقلدت منصباً مهماً في الاتحاد، وهو أمر إن دل على شيء، فإنما يدل على أن اعتراف «الائتلافية» وغيرها بكفاءة المرأة لا يتعدى كونه أمراً شكلياً، تفرضه ظروف الانتخابات، لكن باطنه يحمل تخوُّفاً ورهبة من تفوق المرأة سياسيا على الرجل.. ففي مصر، كما في المغرب العربي، لم نسمع عن قيادات نسائية احتلت مناصب قيادية، في ظل صعود الإخوان في مصر، أو حركة النهضة الإسلامية في المغرب العربي.
السؤال هنا؛ أين المرأة من كل هذا؟ وهل يعني ذلك أنها استسلمت وخضعت بالكامل لسلاح أحزاب الإسلام السياسي؟ وهل يشهد القادم من الأيام ظهور حركة نسائية تواجه مثل هذا الخضوع والاستسلام؟.. أسئلة تحمل دعوة لدعم تمكين المرأة سياسيا، وهو أمر لن يتحقق إلا بيد المرأة نفسها.
نقلا عن جريدة الطليعة