الذكرى الأولى لوفاة الدكتور أحمد الخطيب

ودعت الكويت في مثل هذا اليوم من العام الماضي أحد كبار رجالاتها المخلصين، الدكتور/ أحمد محمد الخطيب بعد مسيرة عطاء حافلة بالإنجازات والتضحيات والمواقف الوطنية والقومية.

والدكتور/ أحمد الخطيب يعد علامة بارزة في تاريخ الكويت السياسي الحديث والمعاصر، فمنذ عودته من دراسته في بيروت وحصوله على شهادة في الطب كأول طبيب كويتي، مارس إلى جانب مهنته العمل السياسي الهادف إلى بناء مجتمع ديمقراطي ودولة مدنية حديثة وقام بنشر الفكر القومي بعد مشاركته في تأسيس حركة القوميين العرب التي انتشرت في شتى أرجاء الوطن العربي منذ أربعينات القرن الماضي وحتى نكسة حزيران العام 1967، واستطاع مع رفاق دربه ومن ساندهم من القوى والتيارات السياسية المحلية تحقيق حلم الكويتيين بإصدار دستور دولة الكويت العام 1962، الذي تم بمباركة المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح وتتويجاً للجهود المخلصة في تحويل الكويت إلى دولة مؤسسات يسودها القانون ويحقق المواطنون فيها المشاركة الشعبية.

وطوال عمله البرلماني عرف الدكتور الخطيب بمواقفه الوطنية المشهود لها في الدفاع عن الدستور والمكتسبات الشعبية والحريات العامة ومحاربة الفساد وإرساء العدالة والمساواة في المجتمع الكويتي وحماية المستضعفين ومطالباته بحقوق المرأة وعمله الدؤوب لترسيخ الديمقراطية والتطبيق الفعلي للدستور وتطوير التعليم والخدمات العامة، كما عرف عنه مواقفه القومية التي لم تكن تساوم على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الانسان العربي في الحرية والعيش الكريم والوقوف في وجه القوى التي تريد النيل من العرب وتتدخل في شئونهم.

وبعد اعتزاله للعمل البرلماني في منتصف التسعينات كرس الدكتور الخطيب كل وقته واهتماماته لدعم الشباب الكويتي في الكويت وخارجها، فقد عمل على اذكاء الروح الوطنية فيهم وشارك في مناسبات شبابية عدة وكان داعماً لمطالبهم ومواقفهم وتحقيق طموحاتهم الوطنية فلم يبخل عليهم بلقاءاته حتى آخر يوم في حياته.

وتميز الدكتور الخطيب بتطوره الفكري المستمر، فقد مارس العمل السياسي لفترة قاربت ثلاثة أرباع القرن في فترة حبلى بالأحداث والتطورات الفكرية والسياسية العربية والعالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى وفاته، إذ كان فكره متجدد على الدوام ومتابع للأحداث والتطورات العالمية وكان ذا ثقافة علمية وإنسانية عالية ومنفتحاً على الآراء والأفكار عامة ومتطلعاً إلى المستقبل.

سيظل الدكتور أحمد الخطيب خالداً وحاضراً في تاريخ الكويت السياسي الشعبي والقومي ويستحق أن تقوم الحكومة بتخليد اسمه حاله حال عدد من رجالات الدولة المخلصين الذين أعطوا كل ما لديهم في سبيل رفعة الوطن وعزته.

وختاماً نعاهد الشعب الكويتي في السير على المبادئ التي اختطها الدكتور أحمد الخطيب وكرس حياته من أجلها وسنعمل جاهدين لتحقيق حلمه في بناء وطن ديمقراطي تسوده العدالة.

المنبر الديمقراطي الكويتي
6 مارس 2023

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*