دعوة القوى الوطنية لتوحيد صفوفها

يقف المجتمع الكويتي على أعتاب انتخابات جديدة في مرحلة مفصلية من تاريخ الكويت السياسي سيتحدد معها مستقبل العديد من القضايا المهمة التي يجب عدم التأخر في معالجتها والتي تمس المواطن والمجتمع والدولة بشكل عام، والتي ظلت معلقة لفترة طويلة. فخلال العقود الأربعة الأخيرة أثبتت الأيام رجاحة موقف التيار الوطني الديمقراطي والقوى المدنية التي تسعى إلى تحديث المجتمع والتطبيق الفعلي للدستور ومحاربة الفساد  وتوسيع المشاركة الشعبية وإنجاز تنمية حقيقية وتنويع مصادر الدخل ومعالجة المشكلات المزمنة وغيرها. فقد هيمنت القوى الفئوية صاحبة العصبيات المعروفة على المجتمع الكويتي وشوهت العملية الديمقراطية والممارسة النيابية وأعاقت تطور المجتمع الفكري والثقافي وتعمل على العودة به إلى الوراء والتراجع عن القيم المدنية الحديثة.

     وفي أوضاع مثل تلك لابد أن تعمل القوى الوطنية والديمقراطية على توحيد صفوفها وإيصال العناصر الوطنية والديمقراطية للبرلمان ووضع برنامج إصلاحي شامل يعزز من دور المؤسسة التشريعية في الرقابة والتشريع والتطبيق الفعلي لنصوص الدستور وتطبيق القانون ومحاربة الفساد وتحقيق التنمية المستدامة.

     كما يجب العمل على تحديث المجتمع الكويتي ثقافياً وفكرياً وبناء الدولة المدنية الحديثة، فالتراجع الفكري والثقافي الذي ساد في العقود الأخيرة لن يحقق أي تقدم للمجتمع. فتقدم الشعوب الحقيقي هو تقدم في الفكر والثقافة وتبني القيم الإنسانية والحضارية التي تحترم الآخر والإختلاف والحوار والتعايش بين مكونات المجتمع والمواطنة الحقة. ويجب العمل على تحقيق الدولة المدنية التي أرسى قواعدها الدستور الكويتي عبر الفصل بين السلطات وبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات وعدم أدلجة المجتمع والدولة من قبل أي طرف كان والتصدي لمحاولات بعض القوى التي تريد تجيير إدارات ومؤسسات الدولة لصالح أجندتها السياسية وفرض هيمنتها الفكرية على المجتمع.

إن ما حققته القوى الوطنية والديمقراطية ومؤيدوها من قوى المجتمع المدني خلال تواجدها في البرلمان في العقود الأولى للتجربة الديمقراطية من إنجازات ساهمت في بناء الدولة المدنية الحديثة وحققت الكثير من المكتسبات للشعب الكويتي وأثبتت الأيام بأنها صاحبة المواقف الشجاعة والاصلاحية والحريصة على الصالح العام.

    إن أول خطوة للإصلاح السياسي الذي يعتبر مدخل الإصلاح الشامل يأتي من اختيار الناخبين للعناصر التي تقدم مصلحة الوطن والشعب على أية مصالح أخرى وتعمل على تحديث المجتمع ثقافياً وفكرياً لبناء حكم ديمقراطي ووطن آمن.

المنبر الديمقراطي الكويتي

29 مايو 2023