
تابعنا في المنبر الديمقراطي الكويتي القرار الصادر عن القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية لبحث العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، والذي امتلأ بمضامين متكررة تشجب وتدين وتستنكر دون خطواتٍ عملية جدية وتنفيذية لردع الاحتلال الصهيوني بأي طريقة كانت، وخصوصاً من النواحي العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، لترسخ جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دورهما كتجمعات دولية ضاغطة قلما تتحرك لنصرة القضايا الجوهرية، وبالأخص القضية الفلسطينية. ومع كل هذا، فإن المنبر الديمقراطي اطلع بالأخص على البند الرابع من القرار المذكور أعلاه والقاضي بـ”كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية وعربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري …” وهو الذي يتطلب من كافة الدول أعضاء الجامعة والمنظمة إلى الاضطلاع بمسؤولياتها وتنفيذ هذا البند النافذ فوراً وبخطوات عملية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وكسر الحصار عنه، وهو ما لا نتوقعه.
وموازاةٍ بما سبق، فقد تابعنا كذلك بعض التقارير الإخبارية والصحفية التي قالت بأنه ما لا يقل عن ثلاثة دول – ومنها دولٍ خليجية – رفضت مقترحات نوقشت في القمة المشتركة للضغط الاقتصادي على الكيان الصهيوني، الأمر الذي ينبئ بوجود أصواتٍ مهادنة للكيان الصهيوني في صُلب الجمع العربي والإسلامي.
وعلى ذلك، فإننا في المنبر الديمقراطي الكويتي نجدد دعوتنا للدبلوماسية الكويتية لأن تمارس كافة ما يمكنها ممارسته وبكل الوسائل والسبل الممكنة لردع الاحتلال الصهيوني وآلته القاتلة ووقف الحرب على غزة، من خلال حشد المواقف العربية والإسلامية والدولية واتخاذ إجراءاتٍ عملية وقابلة للتنفيذ الفوري، بما في ذلك التحالفات العسكرية والاقتصادية والإغاثية، ومن خارج عباءة منظومة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية المشلولتان.
إننا نرى بأن أكثر ما يريده هذا الكيان الصهيوني الغاصب المجرم هو أن تتطبع الدول على جرائمه وأن تكتفي بما قامت به دون تطور أو تصعيد على الرغم من توسع رقعة الكيان الإجرامية وتماديه الفج والبربري على المنشآت الصحية والتعليمية والأممية في قطاع غزة، وانتهاكه للقوانين الدولية في الضفة الغربية واستهدافه مزيداً من المدنيين في لبنان.
إننا في الكويت، وبكل وعي لصغر رقعتنا الجغرافية ومحدودية قدراتنا بكل المجالات، إلا أننا نرى بأنه ما زال لدينا المزيد لتقديمه نصرةً لأخوة لنا في غزة وبكافة أنحاء فلسطين المحتلة والأراضي العربية المحتلة.
المجد للمقاومة والحرية لفلسطين من النهر إلى البحر!
12 نوفمبر 2023 – المنبر الديمقراطي الكويتي
