علي بوشهري : رداً على أزمة الشباب الوطني

image

علي بوشهري
عضو المكتب التنظيمي

قرأت بشغف سلسلة المقالات التي كتبها الأمين العام المساعد للمنبر الديمقراطي الكويتي علي العوضي في «الطليعة» المعنونة «أزمة الشباب الوطني»، وهي سلسلة مفيدة، وتسلط الضوء على مشكلة نعانيها، وتحتاج إلى حل، وبها أيضاً تطرَّق إلى نماذج جيدة لتنظيمات شبابية أثبتت وجودها في الشأن السياسي أو المدني الكويتي.

لكن ما شد انتباهي، هو التعريج على «الهوة الاجتماعية»، كما أسميتها، باعتقادي أن رأب صدع هذه الهوة الاجتماعية، هو السبيل نحو إعادة انعاش حركة الشباب الوطني، أو حتى حركة الشباب المعارض لنهج الحكومة في الكويت حالياً.

فالشباب الكويتي يفتقد اليوم المكان الحر الذي يجمعه ببيئة ترعى الاختلاف والتنوع، وتؤمن حرية التعبير، وتتيح للجميع طرح الآراء في جو يجب ألا يختلف عن طبيعة المجتمع الكويتي الشبابي الحالي، الديوانية أو ما شابه، فنحن دائماً نتصور بأن البيئة الثقافية أو حتى السياسية لابد أن تكون رسمية (يلبس الجميع اللبس الرسمي، والكل ينتبه على كل كلمة يقولها.. الخ)، وهذا ليس بصحيح، فحين نتيح للشباب بناء تصوراته وطرح أفكاره بأريحية نجني ثمار هذا الفكر أو التجمع.

وهذا الشيء الجميل موجود الآن بمقر المنبر الديمقراطي، أو في بعض دواوين الشباب، أو حتى «تويتر» عندما يستطيع الشاب أن يغرد لمجموعته المعروفة التي تتابعه، ونرى انجذابهم لمنتديات كهذه، كمقهى مساحة ١٣، أو المكان أو حتى المكتبة/المقهى الجديد (تكوين) من أصحاب المشاريع الصغيرة يقتنصون هذا الطلب الشبابي، ونحن في المنبر الديمقراطي نملك المكان والمساحة والفكر.

لا تعلم مدى استفادتي عندما أجلس في ديوانية «الكبار»، وأنصت لما يقولونه، فما يقدمونه هو إرث حي ويعيش بيننا، وأريد لغيري أن يستفيد، وأن يبني أفكاره بناءً على هذه التجارب الحية.

لكنني لا أعتقد أننا في المنبر نقتنص هذه الفرصة التي لدينا، فالمنبر لديه الفرصة لإحياء الشباب الوطني.

نستطيع أن نفعل ذلك بــ:

– جمع شباب الكتل والجماعات السياسية المتنوعة في الكويت، ودعوتهم للتجمع في مقر المنبر الديمقراطي بيوم مخصص بالأسبوع، ويجب ألا يكون لهذا الاجتماع أي أجندة، بل يكون تجمع اجتماعيا إنسانيا، يتعرف فيه الشاب المهتم بالسياسة بغيره، ويتناقش بحرية، وأن تكون كأي ديوانية غير رسمية.
وبهذا، أعتقد أن الهوة الاجتماعية تصغر، ومن هكذا اجتماعات تخرج أفكار جديدة وغير تقليدية، وأعتقد أن تجربة المخيم الربيعي لشباب المنبر أثبتت قدرة المنبر على شيء من هذا النوع، وتجميع الرؤى المختلفة تحت خيمة واحدة.

– إقامة حفل عشاء دوري للشباب السياسي من مختلف التيارات، وقد يكون في المرة الأولى بمقر المنبر، وفي المرات التالية في المقار الأخرى للتيارات السياسية.
– وفي المستقبل، لمَ لا يقيم المنبر مؤتمراً للقوى الوطنية أو المعارضة بشكل عام؟ وبهذا المؤتمر، تخرج القيادات السياسية بأوراق عمل نتاج تعاون شبابها.

أعتقد أننا أيضا يجب أن نتطور بطرق جمع الأموال، ونستفيد من تجارب المجتمعات الأخرى، فمن المحزن أن نرى قائمة الوسط الديمقراطي لجامعة الخليج في عجز مالي، وهي الوحيدة التي تحمل الراية الوطنية بحق على المستوى النقابي، وتحقق نجاحات متتالية. فالاعتماد على التبرعات المتفرقة أثبت عدم استمراريته.
– ما المانع من الـ fundraisers؟ أو غيرها من الطرق التي لا أعلمها، بما لا يخرج عن النطاق التقليدي لجمع الأموال.

– يتم العتب على الشباب، لعدم حضورهم أنشطة المنبر أو التجمع بشكل مستمر، وهذا أعتقد ناتج لفكرنا كشباب بأن حضورنا ينم عن واجب لا رغبة حقيقية في الحضور والاستمتاع، فمتى ما تحول المنبر الديمقراطي من واجب إلى مكان يغبطنا الكثير عليه (وهو كذلك الآن ولكن يجب العمل أكثر)، فإنني أعتقد أن الشباب الوطني سيعود، ليجتمع تحت راية المنبر.

– نحتاج إلى وجود أكبر في وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى تغيير نهج البيانات التي ندر من يقرأها، وإلى مادة إعلامية ترقى بمستوى أرشيف المنبر وتاريخه، وإلى توثيق تجارب من نراه كل يوم في المنبر الديمقراطي، وإلى جعل العمل الوطني الـ trend في المجتمع الكويتي.

نقلا عن جريدة الطليعة