قبل 68 عاما، أي في العام 1948، بدأت العصابات الصهيونية بطرد السكان الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم في الوقت الذي لم تمانع فيه سلطات الاحتلال البريطاني هذا السلوك الغاصب الذي مارسته، ولا تزال، هذه العصابات.
ومع اقتراب موعد نهاية الانتداب البريطاني من فلسطين، ازدادت هذه السلوكيات وحشية ومعها المجازر الجماعية المنظمة ضد الشعب العربي الفلسطيني، حتى جاء منتصف ليل 14 – 15 مايو 1948 لتعلن فيه قيام دولة اسرائيل، في الوقت الذي شنت فيه الجيوش العربية الواقعة تحت الاحتلال هجومها لتحرير الأراضي الفلسطينية، واعتبر يوم 15 مايو هو يوم نكبة فلسطين.
واليوم في هذه الذكرى الأليمة نستذكر حقيقة باقية في الشعور والضمير العربي، وهي أن معركة الأمة باقية ولم تنته مادام هناك محتل لأراض عربية، وشعب عربي متمسك بنضاله، سواء صامد ومرابط على أرضه أو من يعيش خارجه ليس باختيار منه، وإنما بإجبار على ذلك.
هذه الذكرى تفتح اليوم أيضا آلاما في صدور الشعوب العربية قاطبة، عندما تخلت الحكومات عن دورها القومي في المساندة والإسناد للشعب الفلسطيني، من خلال فتح مجالات التعاون مع سلطات الاحتلال الاسرائيلة الرافضة لكل حلول التسوية، ونستنكر أيضا العلاقات المشبوهة التي تمارسها بعض الاطراف مع هذه السلطات.
وإذا كان هناك اختلال في الموقف العربي العام، فإن الاختلال في الموقف الفلسطيني الداخلي هو الأكثر أهمية.
فالفصائل الفلسطينية المتنوعة عليها اليوم الابتعاد عن الصراع في ما بينها، وإهمال خلافاتها، والتركيز على جوهر القضية، وتوحيد جهودها الوطنية نحو هدف واحد ورئيس، وهو إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وفق أسس ديمقراطية.
أن المرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر فيها العالم العربي في ظل توترات داخلية، وصراع إقليمي، وكذلك تدخلات خارجية، تستوجب على كافة القوى السياسية الشعبية العربية العودة الى المسار الصحيح، والنهوض مجددا، فالوضع العام لا يستحمل تقديم تنازلات جديدة، وعلى الشباب العربي الناهض قيادة المشهد السياسي في استعادة الحقوق المسلوبة، وأن تكون القضية الفلسطينية هي البوابة التي تجمعنا وتوحدنا.