علي حسين العوضي: يومٌ دستوري طويل

علي حسين العوضي رئيس المكتب الاعلامي

علي حسين العوضي
رئيس المكتب الاعلامي

مثَّل يوم الأحد الماضي 16 يونيو الجاري يوماً طويلاً وثقيلاً منذ ساعاته الأولى، والتي كان فيها الجميع ينتظر حكم المحكمة الدستورية.

حيث كانت الصحافة المحلية بتحليلاتها التي ذهبت على صدر صفحاتها في ذلك اليوم، إضافة إلى الأحاديث سواء في العمل أو عبر مختلف الوسائل، تدل على حالة من الاضطراب شملت الجميع حتى أضحى عدد «الخبراء» في الكويت يفوق نظراءهم في العالم، وهي عادة الكويتيين عندما
«يدخلون خشمهم في كل شيء».
الجميع تحدث عن أمنياته وتطلعاته في محاولة لتخفيف وطأة الحكم إذا ما جاء مغايراً لتوجهاته وأفكاره.
نعم، كان يوماً طويلاً ومتعباً ذهنياً ونفسياً وجسدياً أيضاً، فالشباب في دواوينهم وفي سهراتهم في المقاهي ليلة (السبت – الأحد) لم يكن تشغلهم مباراة البرازيل واليابان في انطلاقة مباريات بطولة كأس القارات، بل عادوا بالزمن إلى الوراء، مستذكرين جميع الأحداث التي مرت بها الكويت منذ عام 2009، وما آلت إليه حالنا اليوم واستمرار مسلسل الأزمات السياسية من دون توقف، وهو الأمر الذي ارتفعت معه حدة الاحتقان السياسي بين جميع الأطراف.
صرخات وآهات تعالت، وكأنك جالس في أحد المدرجات لمشاهدة مباراة من العيار الثقيل في كرة القدم.
لم ينم الشباب يومها، بل ظلت هواجسهم تشغل بالهم وتمنع أحلامهم في ليلة تحولت الأحلام إلى سيناريوهات مزعجة للخروج من المأزق تنتظر مخرجاً سينمائياً ومهرجاناً كبيراً على غرار مهرجان «كان» السينمائي، حتى وصل البعض إلى قيامه بتوزيع جوائز «الأوسكار» على الأبطال.
هكذا كانت حالنا وحال الشباب في ليلة اختلفت معها كل المعطيات.
ولم تنته أحداث هذا اليوم في الوقت الذي خرجت فيه أحكام المحكمة الدستورية، بل طال وقته أكثر، واستمر الشباب في متابعتهم باستخدام وسائلهم المعتادة عن طريق «الواتس اب» و«التويتر» عبر تناقل العبارات هنا وهناك، بحثاً عن موقف لتكتل سياسي أو قوى سياسية أو بيان أو تصريح من الممكن أن يعبر عن تطلعاتهم.
الأكثر أهمية من هذا كله أن هنالك قناعات تولدت لدى العناصر الشبابية كلها تصب في إطار واحد، وهي عملية التطور الديمقراطي المنشود وآلياته وأساليبه وطرق التحرك من أجله.
قد تكون ذلك خطوة شبابية تأخرت، ولكن الأهم أنها تكون قد بدأت، وإذا كانت بدايتها قد تكون مرتبكة ومتعثرة، الا ان بداية أي مسار لابد أن تكون صعبة، ولكن الأهم من ذلك كله مدى قدرة الشباب على الاستمرار في مثل هذا التوجه من خلال الحوارات المستمرة والجادة للوصول إلى البرنامج الوطني الشبابي.
نقلا عن الطليعة