حبيب السنافي: القطب السياسي

حبيب السنافي عضو المكتب السياسي

حبيب السنافي
عضو المكتب السياسي

كما أن هناك فروسية وإقداماً في النزالات العسكرية، لا بد في المقابل من وجود انتصارات وبطولات سياسية يسطرها القطب السياسي ضد خصومه، ويبدي فيها مهاراته وقدراته الكامنة، ليثبت استحقاقه لمنصبه المنوط به، فالمواجهة بين الخصوم السياسيين هي الأرضية والساحة التي يبنى عليها التاريخ السياسي، والمجد الشخصي للقطب السياسي، لا صفة الانتماء وهوية الولاء.

الانسحاب من أمام المنافسين والانزواء ليس من شيم الأفذاذ والمحنكين سياسياً، بل دليل على الضعف والتصنع في القدرة على المواجهة والتحدي، ونجاح القطب السياسي يتجلَّى بصحة اتخاذ القرار والدفاع عنه وتحقيق مصالح الأمة السياسية والمكاسب الاقتصادية واقتناص الفرص الاستثمارية العالمية، بما يعود بالنفع على الوطن.
على القطب السياسي أن يُحسن اختيار فرق العمل المستعان بها – كفاءة ونزاهة – والتي يتكئ عليها لاتخاذ قراره النهائي الحاسم بالموافقة أو الرفض، لما يعرض عليه من مشاريع وقوانين عليها يقوم اقتصاد البلاد ورزق العباد، وبما يعظم من مقامه السياسي ويثيره، وصولاً لطموحه المشروع للمنصب الأرفع.
لقد كانت فرصة لا تُعوض – تخلى عنها – للقطب السياسي أن يثبت جدارته واستحقاقه لمنصبه الرفيع، عندما بدأت فصول قضية الداو كيميال، ونشوب النزاع حول التوقيع عليها بالموافقة، ثم بالإلغاء، فمن يتخذ القرار الحاسم لا بد من معرفته الشاملة وإلمامه بجميع التفاصيل الدقيقة، وإطلاعه على بنود الاتفاقية وشروطها ومتابعته الحثيثة لكل مراحل المشروع، وصولاً للقناعة التامة بصواب القرار وسلامة الإجراءات المدعومة بآراء المئات – بلا مبالغة – من الفنيين بجميع التخصصات، ومن جنسيات مختلفة، ويحال منها الشك بالتواطؤ من أجل شركة عمرها 110 أعوام تعاني وضعاً حرجاً.
رؤساء الوزارات هم رجال دولة بالدرجة الأولى، ويعوّل عليهم في رسم السياسات وإدارة شؤون الدولة، وأولوياتهم قيادة شعوبهم بجدارة من دون الالتفات لأصوات المعارضة النشاز، هذا إذا كانت لديهم مشاريع نهضة للوطن لا مشاريع حكم وهيبة.
عن جريدة الطليعة