كلمة رئيسة المكتب التنظيمي في المنبر الديمقراطي الكويتي أ. ألطاف اسماعيل في المهرجان الخطابي “من كويت الثبات .. لا للتطبيع مع العصابات الصهيونية” الذي أقيم بجمعية المحامين الكويتية

ألطاف اسماعيل
رئيسة المكتب التنظيمي في المنبر الديمقراطي الكويتي
“بسم الله الرحمن الرحيم
على قدر الفاجعة التي ألَمّت بنا، بتدنيس أراضي خليجنا العربي باستقبال القتلة والمُغْتَصِبين المحتلين، وتنوع الممارسات التطبيعية مع العدو المحتل الصهيوني، إلا أننا اليوم نرسل تحية العروبة والكرامة، لجماهير شعبنا الوفي في كافة الأقطار العربية، التي أثبتت من خلال تعاطيها مع هذه الأحداث المؤلمة، أنها الانعكاس الصادق لوجهة نظر هذه الأمة، وصوتها الحقيقي الذي يعد امتداداً لنضال أخواننا وأخواتنا في فلسطين المحتلة، برفضها القاطع وغير القابل للمساومة، لهذا الكيان الصهيوني، والداعم كذلك، للشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، المستمر بكسر كل قواعد النضال وحواجز الحصار، بديمومة ثورته ومقاومته، التي لن يهدأ لهيبها إلا بزوال واجتثاث هذه العصابة الصهيونية من جسد وطننا العربي.
السيدات والسادة الحضور
إن تصاعد وتيرة التطبيع الوضيع التي شهدتها منطقة الخليج العربي في الفترة الماضية بشتى مجالاتها الرياضية والثقافية والاقتصادية والأكاديمية، والتودد المعلن مع القتلة ومجرمي الحرب، والهرولة غير المسبوقة من حكومات الخليج للارتماء بالحضن الصهيوني القبيح، تأتي لتثبط من عزيمة جماهير أمتنا العربية، باعتبارها المعادلة الأصعب نحو تغلغل هذا الكيان المجرم واستقراره ووجوده في المنطقة، كما وأنها بوحدتها تشكل سداً منيعاً ضد تحقيق مآرب هذا الاحتلال وعلى رأس أولوياته، استبدال فلسطين العربية بدولةٍ إرهابيةٍ فاشيةٍ، وتقسيم المنطقة والسيطرة عليها.
إننا اليوم، في المنبر الديمقراطي الكويتي، وكما أكدنا في محافل عدة، انطلاقاً من هويتنا العربية والقومية، ندين وبشدة التراجع عن المواقف والتهاون بفتح أبواب التطبيع الجحيم مع المحتل الصهيوني، في شتى المجالات، سواء على المستوى الرياضي، الدبلوماسي، الثقافي، أو حتى الشخصي، فهي تهدف لتسطيح جرائم هذا المحتل، وتزييف الوعي العربي وتمييع القضية والهوية، وتجميل صورته الإرهابية التي رسمتها الأيدي الملطخة بدماء الشرفاء الطاهرة، ونكلت بهم وبعوائلهم، واستوطنت أرضهم وأرض أجدانا في فلسطين.
كما وأننا نرفض محادثات الاستسلام، أو كما يسميها المطبعون، محادثات السلام المزعومة مع الكيان الصهيوني، وما يصاحبها من خطاب ساذج يدعو للتعايش مع محتل قام على أنقاض البيوت التي احتلها وهدمها، وعلى سيل الدماء المستمر بالنزيف، لما يمثله من تعايش بين الضحية والجلاد، وبين المستعمِر والمستعمَر، التي ستؤول بالضرورة، إلى استعمار هويتنا وحقنا، وإجبارنا كطرف ضعيف أمام آلة البطش الإرهابية الصهيونية، بتقديم ما لذ وطاب من التنازلات، التي بدورها ستُفرض قوة الاستعمار علينا، وتجعل حياتنا مرهونة بقيوده وأغلاله.
ولن ننسنى كذلك، الحملة الدعائية القائمة برعاية من الاحتلال، والتي جاءت على شكل آراء شخصية، ووجهات نظر، يتصدر مشهدها بعض من الكتاب العرب، بالتسويق للكيان المحتل وتسويق التطبيع معه، حيث أننا ندعو كافة الشعب العربي للعمل على عزلهم وإقصائهم من أي منبر إعلامي أو صحافي يفسح المجال لمثل هذه الآراء بالتداول في فضائه، لأن الخيانة لم تعدو يوما من الأيام وجهة نظر!
السيدات والسادة والحضور
إن الصراع العربي- الصهيوني على مر التاريخ أخذ أشكالاً متنوعة، ومر بمراحل عديدة، كانت لشعبنا فيها النصيب الأكبر من الانتصارات، ودحر هذا العدوان وهزيمته، ومرحلة التطبيع الحالية ليست استثناءً، ومن الخطأ جداً التعامل معها بمنأى عن الصراع القائم والمستمر مع العصابات الصهيونية الإرهابية، فمع حالة الخوف والهلع التي يعيشها الكيان المحتل، خاصة فيما يتعلق بعدم قدرته على إنهاء أي حرب يخوض غمارها، بفضل الوضع الإقليمي في المنطقة والذي، بطريقة غير متعمدة، زاد من قوة الفصائل المقاومة المسلحة ضده، أصبحت اليوم ورقة التطبيع مع المحتل هي المدخل الرئيسي نحو تعزيز وجود هذا الكيان، ودعم مشاريعه الاستيطانية والتهجيرية والإرهابية بحق شعبنا العربي الفلسطيني والمنطقة العربية جمعاء.
وعليه، نؤكد على مطالبنا بأهمية توحيد الصفوف العربية، نحو مقاومة هذا المغتصب الغاشم، بمقاطعته مقاطعة شاملة، على كل الأصعدة والمستويات، ومقاطعة الشركات الأجنبية المنتشرة في دولنا، والتي تشترك وتساهم بجرائم هذا المحتل، وكذلك العمل على خلق جبهة ضاغطة ضد الحكومات الخليجية والعربية، لوقف مسلسل التطبيع، ابتداءً من عدم السماح لحملة الجواز الصهيوني بالدخول لأراضينا، وانتهاءً بعدم الاعتراف كلياً بهذا المحتل.
ونحن في المنبر الديمقراطي الكويتي، إذ ننتهز هذه الفرصة اليوم، لنشيد بموقف دولة الكويت الرسمي والشعبي، الذي لم ينجرف بوحل التطبيع، وبقت الكويت، كما عهدناها، متمسكة برفضها للاحتلال، داعمة لشعبنا المرابط في فلسطين وبحقه في المقاومة، صادحة بصوتها في المحافل الدولية في فضح ممارسات العدو الوحشية.
فإن فلسطين .. حق لا يسقط بالتقادم!
عاشت فلسطين حرة عربية
وعاش شعبنا العربي المقاوم
شكراً
٧/١١/٢٠١٨ “