أحمد الخطيب : هل الكونغرس الأميركي معروض للبيع؟

د. أحمد الخطيب

د. أحمد الخطيب

لا شك في أن المال السياسي يؤدي دوراً أساسياً في الانتخابات الأميركية، وتكلفة هذه الانتخابات لا يقدر عليها إلا الحزبان الأساسيان، الديمقراطي والجمهوري، وبالتالي، فإنه لا حظ لأحد بالفوز في سباق الرئاسة إن لم يكن ممثلاً لهذين الحزبين.

والأمر نفسه يحدث إلى حد كبير في انتخابات مجلس الشيوخ أو النواب.

عندما وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سدة الرئاسة، حاول الحد من ذلك، فقلَّص مقدار التبرعات للأحزاب من الأغنياء الكبار، الذين يملكون عدة شركات، بالسماح لهم بالتبرع الواحد عن كل هذه الشركات التي يملكونها.

وبالأمس، قامت المحكمة العليا الفيدرالية بإلغاء هذا القيد، وفتحت الباب على مصراعيه بتصويت 5 ضد 4.

المليارديران الأميركيان David وCharles Koech طارا فرحاً لهذا القرار، وصرفا 50 مليون دولار على مشروعهما هذا حتى تاريخ 5/4/ 2014، مع العلم بأنه لايزال هناك أكثر من سنة على موعد الانتخابات، وتعهدا بتنظيم حملات في الولايات الأميركية، لإنجاح اليمين المتطرف، وإعدام خصومه انتخابياً، كما أن المافيا المالية، التي تتحكم في أميركا، ستطير فرحاً بذلك بلا شك.

وإذا كان خداع الشعب الأميركي في القضايا المحلية ليس سهلاً، فإن خداعه في الأمور الخارجية ليس صعباً، لانحصار معظم اهتماماته بالشأن الداخلي.

دور الكونغرس الأميركي في القضايا الخارجية مهم جداً، وهذا ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند زيارته إلى لندن قبل سنتين، بعد أن قوبل خطابه في الكونغرس بعاصفة من التصفيق، مراراً، حينما رفض تفسير موقفه المحرج حول رفض كل اقتراح بقبول مبدأ الدولتين، قائلاً بأنه «مادام الكونغرس الأميركي معي، فلا أهتم بكم يا يهود بريطانيا ولا بغيركم!»، محتقراً بذلك رئيس أميركا وحكومته.

المصيبة أن قرارات الكونغرس تفرض نفسها على أميركا والعالم، نظراً لما يمثله ثقل أميركا عالمياً.

هل هناك عقلاء عندنا، ممن يملكون المال والبترول، أثرياءً أو حكاماً، لديهم ذرة من الوطنية والمحبة لأمتهم للتحرك؟!

نقلا عن جريدة الطليعة