من ندوة “التعليم في الكويت .. نظرة مستقبلية” التي نظمها المنبر الديمقراطي: التعليم في الكويت متدنٍ.. حفظٌ وتلقين

من اليسار أ. عبلة العيسى، عبدالهادي السنافي، أ. هشام المزيدي

من اليمين أ. عبلة العيسى، عبدالهادي السنافي، أ. هشام المزيدي

أجمع عدد من التربويين في ندوة نظمها المنبر الديموقراطي أمس الأول، بعنوان «التعليم في الكويت.. نظرة مستقبلية»، على تدني مستويات التعليم التي تقدمها المدارس الحكومية، مؤكدين أن التدريس يقتصر اليوم على الحفظ والتلقين للتلميذ، ومشددين على ضرورة أن يكون التعليم أولوية للدولة، فالتنمية البشرية هي الأساس في بناء الشعوب والنهوض بالدول.

أ. عبلة العيسى مديرة إدارة التطوير والتنمية بوزارة التربية

أ. عبلة العيسى
مديرة إدارة التطوير والتنمية بوزارة التربية

وأكدت مديرة إدارة التطوير والتنمية بوزارة التربية عبلة العيسى خلال مشاركتها في الندوة، أن أبرز مواطن الخلل التي نعانيها في التعليم، تكمن في مستويات خريجي كليات اعداد المعلم، وطرائق التدريس المتبعة في المدارس التي تعتمد الحفظ والتلقين، اضاف الى حقيقة «أننا ربينا المواطن الكويتي على الدلع».

واعتبرت العيسى أن كادر المعلم الجديد، دفع بكثير من الموظفين في قطاعات ومؤسسات أخرى، وخريجي كليات أخرى غير كلية التربية أو كلية التربية الأساسية، الى تقديم طلبات نقل الى وزارة التربية، للعمل في سلك التدريس، حيث قبل طلبهم فقط نتيجة حاجة الوزارة لمعلمين في مواد دراسية معينة.

واضافت: هل يعقل أن توافق الوزارة على طلب موظف اداري للعمل كمعلم بعد أن انخرط ببرنامج تدريبي، من دون السؤال عن النوعيات المتدنية للمعلمين الذين يتم قبولهم وتعيينهم في مدارسنا؟!

بقالات بيع الشهادات

وتطرقت كذلك الى ما اسمتها ببقالات بيع الشهادات، ففي يومين يمكن الحصول على ماجستير أو دكتوراه، خاصة أنه الى جانب الراتب الكبير الذي يناله المعلم نتيجة الكادر، هناك مكافآت لحملة الشهادات العليا.

وتابعت بالقول: هناك معلمون لا ينامون في فترة الاختبارات، نتيجة انشغالهم بتقديم الدروس الخصوصية، والساعة الواحدة تصل في هذه الفترة الى 40 و50 دينارا. وتساءلت كذلك: من يعرف عن رؤية الوزارة واستراتيجيتها؟ ولماذا تتفاخر الوزارة كل سنة باعلان نسب النجاح للثانوية العامة، وانها فاقت %90 في القسمين العلمي والأدبي، فالسؤال يجب أن يتركز حول مهارة هؤلاء التلامذة الناجحين، ومستواهم الحققي.

تدني المستوى

وذكرت أن العاملين في المدارس يشكلون %80 من اجمالي موظفي وزارة التربية، ومن هنا كان الرأي بأن نبدأ باصلاح المدرسة، كوحدة تنظيمية هي الأهم في المنظومة التربوية، موضحة أن انطلاقة المشروع استندت الى دراسات سابقة أبرزها تقرير رئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير، Kuwait Vesion وتوصيات المؤتمر الوطني لتطوير التعليم، وكذلك نتائج مشاركة التلاميذ الكويتيين في الاختبارات الدولية. وتابعت بالقول ان جميع هذه الأمور دفعت فريق تطوير الادارات التربوية وتحقيق التنمية المهنية الى التحرك نتيجة وجود خلل في تلك الوحدة التنظيمية اي المدرسة، وقمنا بتشخيص المدرسة من حيث المهام الوظيفية وتشخيص الواقع، واعداد استبانة الكترونية لمدة اسبوعين بمشاركة 58 الف معلم وولي امر وتلميذ ومدير مدرسة، حيث جاءت النتائج تدعم ما أكدته الدراسات والتقارير السابقة حول تدني مستويات التعليم.

واشارت العيسى الى أن الرضا العام على خدمات وزارة التربية في التعليم لا يتجاوز %14، رغم ما يهدر من ميزانيات باهظة سنويات، موضحة أن المشكلة الأبرز التي تعانيها المدارس تتمثل بتداخل الاختصاصات للعاملين، وغياب الوصف الوظيفي لكل موظف في المدرسة، فنرى مدير المدرسة يتأكد من اعمال الحراسة في مدرسته ويتابع الصيانة، والتزام التلاميذ في الطابور أو داخل الفصل الدراسي، وهذا ليس من ضمن مهامه للنهوض بمستوى التعليم في مدرسته.

هيكل جديد

وأوضحت أن فريق تطوير الادارات التربوية وتحقيق التنمية المهنية أعد هيكلا تنظيميا، ووصفا وظيفيا بالمهمات للعاملين في المدارس، كما أوجدنا مديرا مساعدا ثالثا، وتنظيم برنامج تدريبي قمنا بتوطينه داخل عدد من المدارس المطورة التي تطبق الهيكل بشكل تجريبي، مؤكدة في الوقت نفسه أن التدريب لا يرتقي الى %17 في المدارس بالنسبة للمعلمين.

واشارت الى أن الكويت تكاد تكون الدولة الوحيدة في المنطقة المتعثرة في التعليم، فهل يعقل أن ننتظر 4 الى 6 سنوات أخرى للاصلاح المنشود، مؤكدة ضرورة أن يكون التعليم أولوية للدولة، فالتنمية البشرية هي الأولوية لكل الدول، وبعد 12 سنة سيكون الجيل القادم من التلاميذ هو من يقود البلد، فاذا كانت هذه المدخلات الى المدارس فماذا عن المخرجات؟!

وحدة القياس والتقويم

أكدت مديرة إدارة التطوير والتنمية بوزارة التربية عبلة العيسى، أنه رغم صدور مرسوم أميري بانشاء المركز الوطني لتطوير التعليم، بوحداته الثلاث، أي وحدة لتطوير المناهج، وحدة لتطوير المعلم، ووحدة القياس والتقويم، نجد أن المركز يقتصر عمله على وحدته الثالثة، وادرجت ميزانيته ضمن ميزانية الوزارة، وبالتالي كيف يمكن أن يقيس الأداء وهو يتبع للجهة نفسها التي تقدم الخدمة؟!

ولفتت الى ضرورة وجود اجهزة استشارية مستقلة تقرأ النتائج ومخرجات التعليم وتطورها وفق مؤشرات واضحة.

وضع كارثي

اعتبرت العيسى أن ما يجري حاليا في وزارة التربية، حيث يأتي وزير برؤية وفكر يختلف عن الوزير السابق، فيقوم بنسف المشاريع القائمة، ويبدأ بمشاريع ورؤية جديدة، اعتبرت أن ذلك أمر كارثي ويعيق التطور ويعيد الوزارة كل فترة وأخرى الى نقطة الصفر.

جيل جديد

أ. هشام المزيدي مدير مدرسة مهلهل المضف

أ. هشام المزيدي
مدير مدرسة مهلهل المضف

بدوره، قال مدير مدرسة مهلهل المضف هشام المزيدي، ان باطن مشروع الهيكل التنظيمي الحديث هو جيل جديد ودولة حديثة نفتخر بها، والقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، ويمنح مدير المدرسة صلاحيات يحتاجها، بل يحسن من علاقة ولي الأمر مع المعلمين وادارة المدرسة، ويشركهم في صناعة القرار التربوي وابداء الرأي والملاحظات.

التعليم سلاح

اعتبر مدير مدرسة مهلهل المضف هشام المزيدي أن المشكلة الأساسية ليست في المدرسة أو المنطقة التعليمية بل في الوزارة، معتبرا أنه من غير المعقول عدم الموافقة على الهيكل التنظيمي الجديد للادارات المدرسية، خاصة أن التعليم هو السلاح الذي تقاس به قوة الدولة.

مشاركة حقيقية

عبدالله النيباري نائب سابق

عبدالله النيباري
نائب سابق

أيد النائب السابق عبدالله النيباري فكرة أن يشارك أولياء الأمور في معالجة مشاكل تعانيها المدارس، منها أزمة التكييف على سبيل المثال، ويكون الدعم معنويا وماديا، فأولياء الأمور هم شركاء حقيقيون في التعليم.

التنمية البشرية

اعتبر النائب السابق عبدالله النيباري أن التنمية البشرية هي اساس بناء المجتمع، مضيفا بالقول: رغم أن التنمية البشرية هي عنوان برنامج الحكومة والخطة الخمسية التي انتهت مؤخرا، وشددت على اهمية تعزيز ساعات التحصيل العلمي لكن النتيجة أن جودة التعليم في بلدنا متدنية.

وتابع بالقول: رغم الوفرة المالية التي ينعم بها وطننا، وبدل أن نستفيد منها في تطوير المهارات والقدرات، تحولنا الى مجتمع مستهلك وكثير المطالب وقليل العطاء. واضاف أن التعليم هو نظام مغلق وغير جذاب ومهمل، منبها الى ضرورة اعادة النظر في معاهد تدريب المعلم.

نقلا عن جريدة القبس