حبيب السنافي : دماء جديدة لوزارة التربية

حبيب السنافي عضو المكتب السياسي

حبيب السنافي
عضو المكتب السياسي

الصورة التي عرضتها جريدة الوطن، وتناقلتها بتندر وسائل الاتصال الاجتماعي، عن ولوج تلميذ لروضته على حصان أبيض «كسندريلا»، استجابة لنذر والدته حال نجاحه، يمكن أن يحدث في أي دولة متخلفة.. أما أن يحدث بالكويت، فهو مهزلة بكل المقاييس، ويثير الشفقة على جيل يهيأ للمستقبل ويتربى في أحضان مدارس لم تعد صالحة لشيء، سوى استقبال الطلبة وتوديعهم آخر اليوم الدراسي، من دون أن تترك بصمة في عقول وأخلاقيات وسلوكيات أبنائنا.

إنه أيضا دليل على تردي أوضاعنا التعليمية والاجتماعية، ودق لجرس الإنذار لما يمكن أن نتوقعه في القادم من الأيام، فمدارسنا تمارس نوعاً من الاحتفاليات المبالغ بها عند تخرج طلبتها، وتتنافس في ما بينها على المباهاة والإسراف في إقامتها، ما بين الفنادق والمجمعات الفخمة، ودعوة بعض الشخصيات الاجتماعية، ما أضفى على العملية التعليمية حالة من البهرجة والشكليات الزائفة، وأفرغت التربية من مضامينها وقيمها الراقية، وغدت إدارات مدارسنا تركز على تلميع صورها أثناء ونهاية السنة الدراسية بالعديد من الاحتفالات التي تهدر وقت الطالب، وتستنزف جهده، اللذين كان من الواجب صونهما للتعليم الجاد المثمر، والانشغال بصقل مواهبه وقدراته واكتسابه للمهارات والعلوم، لمواجهة تحديات المستقبل.

الخلل والفوضى العارمة والتخبط والارتجال من سمات القرارات في وزارة التربية، وإلا كيف يمكن تفسير صدور قرارات نقل لموظفين تم تقاعدهم؟! أو ترقيات لموظفين فارقوا الحياة؟! كيف لوزارة أن تشرف على متابعة إعداد وتعليم مئات الألوف من الطلبة وهي لا تقدر على تجهيز كشوف سليمة لترقيات موظفيها؟!

الكويت زاخرة بأبنائها ذوي العقول المبدعة والمهارات الفنية بكل العلوم والفنون، واحتلالها للمرتبة الثانية عربياً- بعد السعودية- في عدد براءات الاختراع بـ 272 براءة اختراع، كما ذكر تقرير «اقتصاد المعرفة العربي 2014»، هو مؤشر على الطاقات الهائلة لدى الشباب الكويتي من الجنسين، على الرغم من كل الصعاب والتحديات التي يعانونها، من سوء المناهج وطرق التدريس التقليدية وتدني مستوى بعض المعلمين وقصر الأيام الدراسية، لكنهم عند الممارسة العملية والظروف المهيأة يمكنهم تفجير مواهبهم وقدراتهم، وخير مثال على ذلك د.إبراهيم الرشدان، الذي نال «وسام الكويت ذا الوشاح» من الدرجة الأولى، تقديراً لبراءة اختراعه لقسطرة القلب.

قصارى القول، وزارة التربية بحاجة ماسة لضخ دماء جديدة فيها، تتحمل مسؤولية بناء أجيال تنهض بها الكويت وتواجه بها تحديات المستقبل، وما أكثرها.

نقلا عن جريدة الطليعة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*