سعاد فهد المعجل : إرهاب الدرونز

سعاد المعجل عضو المكتب السياسي

سعاد المعجل
عضو المكتب السياسي

منذ أن أطلق بوش الابن شعار وصيحة «الحرب على الإرهاب»، والناس لا تتوقف عن تحليل وتعريف الإرهاب ومؤسساته، لكن مع ذلك، فقد بقي التعريف مُبهماً وغير منصف أو محايد في أحيان كثيرة.

ما هو الإرهاب؟ ومن هم الإرهابيون؟ وهل يمكن اعتبار الولايات المتحدة دولة إرهابية بالنظر إلى احتجازها أسرى لأكثر من 12 عاماً من دون محاكمة في «غوانتانامو» أم لا؟

وهل يعد قصف الولايات المتحدة، مثلا، لقرى يمنية وأفغانية إرهاباً، كإرهاب الأسد، مثلا، أم أن له مبررات أخرى تبيحها «الضرورة الدولية»؟

الحرب على الإرهاب اليوم، أياً كان تعريفها، أصبح لها سلاحها الخاص.. فبعد أن كانت الحروب التقليدية تستخدم أسلحة برية وجوية وبحرية، أصبحت للحرب على الإرهاب ترسانتها الخاصة، والتي بفضلها يتمكن المقاتل في الحرب على الإرهاب من حصد أرواح، غالبا ما يكون بينها أطفال أبرياء ونساء وشيوخ، ثم يعود ذلك المقاتل بسلام إلى بيته وأسرته وأطفاله.

الطائرات بدون طيار أو «الدرونز»، هي أشبه بألعاب الفيديو، حيث يشن فيها طرف هجوماً على طرف آخر، من دون أن يتكبَّد الخسائر المعتادة في المواجهات الحربية.

دخلت طائرات «الدرونز» الخدمة في الأسلحة الأميركية وفقا لمصادر عن الكونغرس الذي أقر بأن نسبة هذه الطائرات بلغت 31 في المائة من مجموع الطائرات العاملة، ويبلغ عدد هذه الطائرات 7.494 طائرة، مقابل 10.767 طائرة بأطقم طيارين، على الرغم من كل ما أثاره استخدام هذا النوع من الطائرات من أسئلة حول القواعد الأخلاقية لاستخدامها، وهو ما أصبحت تثيره منظمات حقوقية داخل أميركا ضد استخدام تقنية «الدرونز» لملاحقة الإرهابيين.

طائرات «الدرونز» في حربها على الإرهاب حصدت أرواح آلاف الأبرياء في العراق واليمن وأفغانستان، ومن دون أن تفقد الولايات المتحدة، ومعها الاتحاد الأوروبي، روحاً واحدة.

في حملة إرهاب عالمي حقيقي تغيب فيه أبسط شروط العدالة، حيث توضع قائمة الأعداء الذين ستحصدهم «الدرونز» بشكل افتراضي بحت.

نقلا عن جريدة الطليعة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*