
علي حسين العوضي
رئيس المكتب الاعلامي
اشتدت الإثارة، وارتفعت وتيرتها، ولكن ليس في ما نشاهده بالسهرات الليلية لمباريات كأس العالم، بل لما نتابعه من أحداث سياسية طغت إثارتها على أحداث كأس العالم.. فلم تعد الجماهير تتحدَّث، كعادتها، عن هذه المباريات التي تُقام مرة كل أربع سنوات، بل أصبح حديثها منصباً نحو مباريات تسجل بالتاريخ، ومن الصعب تكرارها أو إعادة سيناريوهاتها، حتى بمشهد تمثيلي يقوم بتأديته نجوم كبار.
ومن الواضح أن اللاعبين الأساسيين يمتلكون في جعبتهم ما لم يخرجوه حتى الآن في مباريات المرحلة الأولى، التي تعد بمثابة تصفيات تمهيدية، تتساقط فيها المنتخبات الضعيفة التي كشفت عن كل «أوراقها»، ولا تمتلك قاعدة بدلاء جيدة، من الممكن أن تستعين بهم في الأدوار اللاحقة.
في حين أن «اللاعبين الكبار» يعتمدون على لياقتهم البدنية العالية، التي جاءت بعد استعدادات مكثفة وتجهيزات على مستوى عالٍ، حتى يستطيعوا حسم المباريات المصيرية لمصلحتهم.
المتفرجون تجذبهم الإثارة، ولكن هناك مَن يريد أن «يحشر» نفسه في المباريات الحاسمة، أو مَن يريد اقتحام أرضية الملعب تحت فلاشات المصورين والمراقبين والمحللين.
أما الصحافة والإعلام، فهما ينتظران هدفاً من طراز نادر في مباراة حاسمة ضد «الخصوم»، حتى «يتشمت» البعض فيه، في حين يعلّق البعض هزائمه على «الحكام» غير المحايدين، ولا يُمانع في توجيه «الشبهات» لهم.. وفي النهاية هناك فائز واحد يحظى بشرف البطولة.
وما يحدث في مباريات السياسة قد لا يبتعد كثيراً في إثارته عن المباريات الرياضية، فهناك «لاعبون» وهناك «حكام» وهناك «إعلام» وكذلك «متفرجون» و«محللون» و«مراقبون»، ولكن النهاية لن تكون شرف الفوز بالبطولة بقدر ما تكون خسارة وطن وأجيال.
نقلا عن جريدة الطليعة