
علي حسين العوضي
رئيس المكتب الاعلامي
تشهد الكويت غداً (الخميس) الانتخابات التكميلية لمجلس الأمة، الذي قاطعته غالبية القوى السياسية والشبابية، لرفضها مرسوم الصوت الواحد، الذي جاء بعد احتقان سياسي كبير، لم نخرج منه حتى الآن.. وإن كانت المحكمة الدستورية قد أضفت إليه الشرعية والصفة الدستورية، فإن الاعتراض على هذا المرسوم لايزال قائماً، بل إن القوى السياسية في تعاملاتها مع بعضها البعض تأخذ ذلك بعين الاعتبار، وتلقي بالشكوك والتلميحات تارة هنا وتارة هناك، حول مَن شارك ومَن قاطع، وكأن ما تعانيه الكويت تم تأطيره في هذا القالب فقط.
بغض النظر عن الموقف من العملية الانتخابية، فإن المسألة المهمة تتعلق بمدى قدرة البرلمان على التغيير، حيث أثبتت الأيام فشله في التعامل مع القضايا المجتمعية التي تمس المواطن بصورة مباشرة، وأصبح أقرب إلى برلمان صوري «لا يهش ولا ينش» كما يراه البعض.
وهذا الأمر، وإن كان صحيحاً، فهل يعني ذلك مقاطعة هذا المجلس بصورة نهائية وعدم التعامل معه، وخصوصاً أنه بدأ بإصدار القوانين والتشريعات التي ستطبق علينا، شئنا أم أبينا؟
نعلم حقيقة صعوبة هذا المدخل الذي نتحدَّث عنه اليوم.. لذلك، فإن تبعاته السياسية قد تكون باهظة الثمن، ولكن الأمر يحتاج إلى مراجعة دقيقة، لفهم قواعد اللعبة، سواء في ما يتعلق بالسلطة التنفيذية أم التشريعية.
فعلى ماذا تراهن القوى السياسية والشبابية التي قاطعت انتخابات الصوت الواحد؟ وماذا في جعبتها اليوم لإعادة تصحيح المعادلة السياسية التي مالت وجارت على الشعب الكويتي؟ وأي برنامج من الممكن طرحه ودعمه والاتفاق عليه؟ وما درجة تفعيله وتطبيقه؟.. أسئلة مشروعة من الممكن أن تحدد مسار اتخاذ القرار.
لست منادياً اليوم بالمشاركة الانتخابية، ولكن فقط أطلب مشاركة فاعلة من القوى السياسية والشبابية بوضع ملامح الحل الوطني الذي تتفق عليه كافة الأطراف، من دون مصالح ذاتية، والبحث عن قناعة موحدة، تمثل البداية لعمل مشترك بينها.
هذه هي المشاركة الفاعلة التي مازلنا ننتظرها.
نقلا عن الجريدة الطليعة