حبيب السنافي : أعضاء مجلس الأمة.. أين؟

حبيب السنافي عضو المكتب السياسي

حبيب السنافي
عضو المكتب السياسي

لا أعلم كم عدد الذين استغربوا الصمت المريب، وعدم التعليق على الأحداث الساخنة التي مرَّت علينا خلال الأسبوع الفائت، من أغلبية أعضاء مجلس الأمة، الذين اختارهم الشعب نواباً عنهم، من أجل ماذا؟

من أجل أن يشرعوا ويراقبوا فقط، ولا أعتقد بأن الواجب المفروض على نواب الأمة ينتهي عند أسوار المجلس، فنواب الشعب هم أول من تقع عليهم مسؤولية الدفاع عن حريات وكرامة الأمة، والتصدي بجسارة لمن يوجه للمسيرات السلمية خراطيم المياه الساخنة والغازات المسيّلة للدموع والقنابل الدخانية وغيرها من وسائل الترهيب التي لن تثني عن المطالب الشعبية بالإصلاح.

نوابنا أنهوا دور انعقادهم، وأوصدوا الأبواب، وتركوا من أوكلهم شرف النيابة للمعاناة أمام القوات الخاصة.

 أين أنتم يا نواب الأمة؟ ألم تقسموا بالذود عن حريات الأمة ومصالحها؟ ألا تعلمون أن مشاركتكم الأمة في التعبير عن آمالها وأحلامها من صميم عملكم؟ وهل حضوركم لدعوات الأفراح يبرئ ذمتكم من إبداء رأيكم في ما يجري على الساحة من انتهاك لحق المسيرات والاحتجاج، وخصوصاً أنكم حلقة الوصل ما بين الأمة والسلطة، وعامل من عوامل التقريب والتهدئة إن آلت الآمور إلى طريق مسدود؟

فحتى الآن لم نعرف رأي العديد من النواب في ما يجري من اعتداء رجال الشرطة والمباحث على شباب الحراك، وتوجيه التهم إلى المغردين والمحتجين من الشباب الغيور على وطنه.. أما أن يغلقوا هواتفهم وأفواههم عما يحدث، فأمر مرفوض وممقوت، أو أن يغرد بعضهم درءاً للعتاب، فتلك سقطة لا نعذرهم فيها.

لقد كان جديراً بأعضاء مجلس الأمة النزول للشارع، بين الجماهير، فهم منهم وإليهم، يشاركون الشباب مسيراته واحتجاجاته على طغيان الفساد، ويؤازرونهم في شرعية مطالبهم، وينزعون فتيل الاحتكاكات والمصادمات، لما لهم من مكانة وتقدير في نفوس العامة والسلطة.

أعضاء مجلس الأمة مصداقيتهم مرهونة بمؤازرتهم الشعب عند الشدائد، وذودهم عن حقوقه متى ما هددت أو أهدرت من قبل السلطة، وعريضة المطالب الشعبية على النواب أن يرفعوها بأنفسهم في مقدمة المسيرات والتظاهرات، وهذا يضع مصداقيتهم على المحك،.. هذا إن كانت عندهم مصداقية!

نقلا عن جريدة الطليعة