بندر الخيران لـ«الطليعة»: لم نأخذ الضوء الأخضر من أحد لتقديم تصورنا حول المصالحة الوطنية

الأمين العام للمنبر الديمقراطي الكويتي بندر الخيران

الأمين العام للمنبر الديمقراطي الكويتي بندر الخيران

قبيل أيام قليلة على إعلان المنبر الديمقراطي عن مشروعه لتعديل النظام الانتخابي الهادف إلى مصالحة شاملة بين الفرقاء السياسيين، التقت «الطليعة» أمين عام المنبر الديمقراطي الكويتي بندر الخيران، الذي تحدَّث عن قراءته للمشهد السياسي، ومشاريع المنبر القادمة، إلى جانب إلقائه الضوء على أوضاع المنبر وقضاياه ومشاكله، كلاعب أساسي في الحياة السياسية.. وإليكم نص الحوار..

● كيف هو الوضع حاليا في المنبر؟ وما هي أولوياتكم؟

– المنبر في الفترة الحالية والسابقة منذ بداية تولي الأمانة العامة كان معنيا بجانبين بمنتهي الأهمية، أولهما الجانب التنظيمي، ويهدف إلى إعادة ترتيب بيت المنبر من الداخل، وثانيا التواجد أو الحضور السياسي الأمثل ، وقد حرصت الأمانة العامة، بكل كوادرها، على تغطية هذين الجانبين، وما زالت هناك آراء تُدرس وتُقيَّم وتُصاغ على صعيد الأفكار والتعديلات الجادة التي تُطرح، سواء على المستوى التنظيمي أو السياسي وعلى كافة هياكل التنظيم، ولاسيما أن تلك الأفكار لها مؤيدون ومعارضون، فضلاً عن التفاوت في قبولها أو رفضها أو حتى في التفاعل مع طرحها، وهي بلا شك تمر بمراحل تقييم وتعديل.

● ما أهم المشاكل التي يواجهها التنظيم؟

– أبرز المشاكل التي نواجهها في العمل التنظيمي داخل الكويت، تتمثل في التفرغ وعدم الالتزام المستمر للقيام بالمهام المنوطة بالكوادر التنظيمية، وهذه المشكلة يعانيها المنبر وغيره من التنظيمات السياسية، وأيضا مؤسسات العمل التطوعي بشكل عام، بما فيها جمعيات المجتمع المدني

● وما الأهم على صعيد أولوياتكم، كتنظيم، في المرحلة الحالية؟

– الحضور على الساحة السياسية بالشكل الصحيح، الذي يليق وينسجم مع تاريخ ودور المنبر الديمقراطي الكويتي.

● وهل تعتقد بأن المنبر موجود بالشكل الذي يجب أن يكون عليه؟

– المنبر موجود بحالة اتزان واضحة.. هناك ثبات واضح في المواقف التي يتبناها، لن ينصاع أو ينجرف تحت أي ضغوط عاطفية أو حماس لمصالح شخصية، وقد حرص المنبر، وبكل دقة، على أن يكون في المكان والزمان الصحيحين.
مواقف واضحة وثابتة

● ولكن هناك أطرافا سياسية تنظر إلى مواقفكم على العكس من ذلك تماما؟

– سأعطي لك مثالا.. الدعوات الأخيرة للخروج إلى ساحة الإرادة في شهر رمضان الماضي وغيره، رفض المنبر المشاركة فيها، وكان موقفنا واضحا، وقد أصدرنا بيانا شرحنا فيه أسباب رفض المشاركة، لأننا وجدنا أن الأمر برمته صراع أقطاب، ومهما كانت المطالب والضغوط علينا للمشاركة في أمور مثل هذه لن نشارك، وسنظل محافظين على إرثنا ومواقفنا الراسخة.. معركتنا ليست في الوقوف مع شيخ ضد آخر، معركتنا الحقيقية ضد الفساد، بكافة أشكاله ومواقعه، ومع الإصلاح السياسي، وقد يكون ذلك أحد أسباب ما تحدثت عنه حول عدم رضا بعض الأطراف عن مواقفنا.

● مع ذلك رؤيتكم تلك لم تمنع من توجيه النقد المستمر حول تلك المواقف؟

– ما زالت بعض الأطراف التي دخلت على خط الحراك في الفترة الأخيرة تعيب علينا ذلك، ولكننا سنبقى متمسكين بالدستور، الذي لم يفعّل ولم يتم العمل به بالشكل الصحيح، وفق نصوصه، ولدينا قناعة بأن دستورنا هو الحصن لنا وانطلاقتنا للوصول لتنمية ديمقراطية حقيقية، بما فيها من تطور ودعم لدولة المؤسسات المدنية.. نحن مع التطوير والإصلاح، ولكن على الجميع أن ينطلق، بما يمتلكه، ونحن نمتلك دستورا يمكننا من الوصول لما نصبو إليه، والجميع متفق على الدستور ونطالب بتطبيقه.

● ولكن هناك مَن يطالب بتعديل الدستور ويعتبر أن الوقت قد حان للقيام بذلك.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

– لسنا في حاجة للذهاب إلى مشروع مختلف بشأنه، ولدينا ما توافقنا عليه، ولو تم تفعيل الدستور بشكل كامل وطبق كما ينبغي، لطالبنا بالتعديل الذي لابد أن يكون في إطار المزيد من الحريات، ولكن للأسف بعض القوى السياسية لم تعلن ذلك صراحة، بل هناك مَن لا يؤمن بالدستور، يؤمن فقط بسياسة الإقصاء، بأبعادها الطائفية والقبلية وغيرها، وبالطبع لا يمكننا أن نكون أداة أو رافدا أو داعما لمثل ذلك التوجه والأساليب لكي يرضى الآخرون عنا.
مشروع المصالحة الوطنية

● ما الذي ينقص البلد حاليا؟

– نحن بحاجة لمشروع للمصالحة الوطنية، والمنبر بدأ في خطوات قد ينظر إليها البعض بتواضع، لكنها بداية لرسم طريق صحيح في التعاطي مع القوى السياسية الأخرى.
لا يمكن أن يُكتب لمشروع سياسي النجاح من دون مشاركة الفصائل الأخرى، حتى مع مَن نختلف معهم.. لدينا رصيد من النجاح في حشد القوى السياسية في المنبر، والتصدي للنهج غير السليم الذي بدأ بقانون الإعلام الموحد، الاتفاقية الأمنية، وقانون الاتصالات.. وأخيراً سحب الجنسية، لذلك نحاول صناعة انسجام بين القوى السياسية وبعض فعاليات المجتمع، وصولا لتهيئة الأرضية، من أجل طرح مشروع سياسي، نحدد فيه نقاط الالتقاء والاختلاف.

● على الرغم من مقاطعتكم للانتخابات السابقة، لكن كل مشاريعكم وبنود أجندتكم مرتبطة بالمجلس، وهو ما يفسره البعض على أنه رد فعل لما يحدث في قاعة عبدالله السالم.. ما تعليقك؟

– ما سبق كان تثبيتاً لقدرة القوى السياسية على التحرك والتصدي.. وكما قلت لك، عملنا ينطلق من الدستور، وما تصدينا له من قوانين وقرارات كان مخالفا للدستور، بنصوصه وروحه، وكان لزاما علينا أن نتنادى ونتحرَّك، حتى نحافظ على مكتسباتنا الدستورية، وقد آن الأوان بعد ذلك النجاح إلى الانتقال للمرحلة المقبلة، وهي مرحلة الحوار الوطني، آخذين بعين الاعتبار المقترحات والمشاريع الجديدة التي تتطلب دعم ومشاركة القوى السياسية والفاعلة بالبرلمان لإقرارها، وبعضها يشاركنا في لقاءاتنا بشكل عملي، وقد كان لها دور إيجابي تشكر عليه.

● حدّثنا عن تلك المرحلة.. وكيف تتصورها؟

– نحن بصدد الدعوة لهذا الحوار، وسيكون هناك موضوع متفقا عليه، وسيدلي كل تنظيم برأيه.. إطار المشروع، سيكون إصلاحيا، بهدف وجود مصالحة شاملة بين أطياف المجتمع ومكوناته، التي كان الاحتقان سببا في خلافاتها الفترة الماضية، وسيعمل المشروع على معالجة وتجاوز حالة الانقسام التي ضربت مجتمعنا، بغية الوصول إلى مرحلة التوافق الاجتماعي، وسنعمل على أن تختفي سياسة الإقصاء، وتحل بدلا منها الشراكة الوطنية.

● كيف تقيم علاقة المنبر بالتنظيمات الأخرى؟

– العلاقة متقدمة، وفي تطور مستمر، حتى بين التنظيمات التي توجد بيننا وبينها اختلافات في المبادئ العامة.. المنبر يحظى باحترام وتقدير كبيرين، ونعمل على إقناع الآخرين، بحكم علاقتنا معهم، بضرورة التصدي لكل مَن يحاول المساس بمكتسباتنا الدستورية التي تكفل لنا جميعا الحرية والعدالة والتنمية.

● بعض التيارات تنظر إليكم بالفعل على أنكم محطة التقاء لكل التيارات.. هل استفدتم من تلك الميزة غير المتاحة للبقية؟

– إرثنا كتيار وطني بعيد تماما عن الانتهازية السياسية والتكسب والموالاة لطرف على حساب آخر، لذلك نتسم بالوضوح.. وما نقوله في الغرف المغلقة، هو نفسه ما يظهر في بياناتنا الصحافية أو أحاديثنا للإعلام.  نحن معنيون بتحقيق نجاح على الأرض، حتى وإن كان في نظر الآخرين ضئيلا.. نحن نعي ما يميزنا، وسنسعى إلى استخدامه في استثمار علاقاتنا بالاتفاق على الحفاظ على الدستور ومكتسباته، وقد حققنا فعلا ونحقق الكثير من المكاسب، بفضل تلك المزايا.

● وما محصلة ذلك التميز؟

– هذا يؤكد أننا قادرون على التحرك وممارسة دورنا كوسيط نزيه ومقبول بين مختلف المشارب لخدمة الوطن، وإدارة الأزمات والقضايا محل الاختلاف.. وللعلم، أكثر ما يميزنا أننا نقف على مسافة واحدة من جميع الفرق التي تؤمن بالوطن والديمقراطية والدستور، وننبذ الأساليب المتشنجة، والأصوات التي تلعب على الإقصاء والطائفية والقبلية، فضلا عن المصداقية، وعملنا دائما معلن، ومشاريعنا تطرح فوق الطاولة، ونحترم كافة الآراء، لذلك نضع في اعتبارنا مناقشة الأفكار التي نتفق عليها بين التنظيمات، ونؤجل ما نختلف عليه، فلسنا معنيين بحل المشاكل المعقدة بين التيارات.
النظام الانتخابي

● بالعودة إلى مشروعكم المنتظر.. ما أهم ما يميزه؟

– ما يميزه هو التطرق بعمق للنظام الانتخابي، ومحاولة الوصول إلى طريقة تمكن كافة القوى من المشاركة بالشكل الذي كان عليه قبل صدور مرسوم الصوت الواحد.. أما عن بقية مشاريعنا الإصلاحية، فليست بالضرورة مشاريع جديدة، فهي مشاريع مستحقة معطلة طالبنا ونطالب بها منذ تأسيس المنبر، لذلك سننطلق من النظام الانتخابي إلى ما هو أشمل.

● وماذا عن المصالحة الوطنية؟

– مشروع المصالحة الوطنية مطلب، وله تبعات لابد أن تتخلله سياسة التراجع عن الأخطاء والاعتراف بها وعدم المكابرة، وأن نتحلى جميعا بالجرأة على الاعتراف والتراجع عن أخطائنا السابقة.
لن تنهض الكويت ونحن متخاصمون، وخصوصا في ظل هذا الوضع الإقليمي المعقد والمحتدم، والخطر يحيط بنا في أشد صوره وإشكاله الإرهابية، والشعب الكويتي لديه تجربة ناجحة ينبغي له ألا يتنازل عنها، فمن دون وحدتنا، لن تكون لنا قيمة.

● هل هناك ضوء أخضر للمضي قدما في مشروع الانتخاب أو غيره من مشاريع المصالحة؟

– فكرة تعديل النظام الانتخابي نابعة من المنبر مباشرة، بعد إعلان مقاطعتنا السياسية لانتخابات الصوت الواحد.. وكما قلت لك، إن التعديل فكرة تمَّت بلورتها من قبل شباب المنبر.. الأمر برمته على صعيد المصالحة أو المشروع الوطني أو قانون الانتخاب فكرة ذاتية ليست بإيعاز من شخص أو مؤسسة أو أعقبت ضوءاً أخضر.
ولكن في المقابل، نتمنى أن تبارك كل القوى والسلطات خطواتنا التي سنرسمها قريبا، لأنه بالنهاية المشروع مشترك، وسنطرحه على جميع مكونات الشعب وتنظيماته.. نحن ليس لدينا حساسية مع أحد، ولن يقر المشروع الانتخابي أو غيره إلا داخل السلطة التشريعية، على الرغم من ملاحظاتنا عليها، ولكن شئنا أم أبينا سنعود إليها، لكي تظهر تلك الأفكار في شكل تشريعات ملزمة للجميع.

● لمن سيقدم ذلك المشروع؟

– لجميع القوى السياسية، والسلطة التشريعية.. وللعلم، بعض شركائنا في العمل السياسي، والذين نلتقيهم في مناسبات عدة ومشاريع وطنية، لديهم ممثلون في الحكومة والبرلمان، وقد يرى المشروع المنتظر النور من خلالهم، أو من غيرهم ممن سيقدم لهم.
مبادرات.. وتعديلات دستورية

● لماذا لا تقوم بالاتصال مباشرة بالحكومة، ولاسيما أن الدستور يبيح لك ذلك، فضلا عن وجود قنوات اتصال تصلح لتكون وسيطا بينكم وبين السلطة التنفيذية؟

– بداية نحن معنيون بإظهار ذلك المشروع، وسنسعى إلى أن نسلك السلوك الذي يمكن الجميع من الالتفاف حوله وتأييده.. هذا هدفنا الرئيسي، ليس لنا تطلعات في الوصول إلى السلطة التنفيذية أو غيرها، نحن نتطلع لإقناع المجتمع بالإيمان بأفكارنا ومبادئنا التي تصب في مصلحة الوطن وشعبه وتضمن استقراره وتقدمه وتطوره، نحن لا نسعى لمكاسب خاصة أو الدخول في مفاوضات لا طائل منها، هدفنا تحقيق المصالحة الوطنية وفق مبادئنا . وللعلم، السلطة هي المسبب الحقيقي لما آلت إليه الأوضاع حاليا، على الرغم من ادعائها عكس ذلك، لذلك نحن نستهدف الطيف السياسي الكويتي، وجميع فئات المجتمع وفعالياته، وعلى السلطة أن ترصد نبض الشارع وتوجهه، وتشارك في تلك الأفكار بشكل إيجابي، وألا تكابر أو تأخذ المسائل بحسابات ضيقة مصحوبة بالعناد.

● ألا تخشي من ذلك المشروع أن يواجه مصير المبادرات السابقة التي تم تجاهلها تماما؟

– نحن مع حق الآخرين في التقدم والتعبير عما يرونه من مشاريع ومبادرات، كحل لإصلاح المسار السياسي، لكن رأينا واضح، ولسنا بحاجة لخلق مشروع جديد.. نحن نسعى لتفعيل الدستور، وما نقدمه يأتي في إطار دستورنا الحالي، والقفز إلى المجهول، والتقدم بمبادرات تشتمل على تعديلات دستورية، في ظل حالة الانقسام الحالية بمثابة وَهم.

● ما تعليقك على تلك المبادرات التي تضمَّنت تعديلات دستورية كثيرة؟

– أعتقد بأن مَن قدمها جانبهم الصواب، وطرح مشروع في الهواء ومن ثم انتهاء الأمر بعد طرحه بمثابة سوء قراءة للمشهد السياسي، والمستقبل بكل أبعاده وتراكماته، الأمر يحتاج إلى قراءة متأنية، ومحاولة طرح ما يمكن إقراره، والسياسة هي فن إنجاز الممكن، وليست المزايدة بالمواقف.

● هناك مَن يرى أن البلاد تنعم بحالة من الهدوء حاليا، لذلك توجد فئات ترفض أي محاولة لتغيير ذلك المناخ، ومن ثم عودة التأزم من جديد، ومن ثم تخشى من طرح أي مشروعات جديدة.. ما تعليقك؟

– لا يخاف منا إلا الفاسدون، لا يحسب لنا حساب ويحاول بشتى الطرق إعاقتنا في تحقيق هدفنا سوى الفاسد وأعوانه، كونه يدرك أن مشروعنا كجوهر وفكرة وتطبيق أساسه الدستور، ويهدف للصالح العام، ومحاربة الفساد، وبالتالي هؤلاء هم مَن حاولوا ويحاولون تشويه أي تحرك للمنبر.

● وماذا تقول لمن قلت عنهم إنهم يخشون تحركاتكم؟

– رغم وضوح خطابنا السياسي، لكن لا يمكننا أن ننزل بلغة الخطاب أو الإساءة للغير أو تجريح شخصي لخصم أو حليف، نتمسك بحجتنا ونحميها بقيمنا وأخلاقنا وإصرارنا وثباتنا على مبادئنا ولا نتراجع، وندرك مسؤوليتنا السياسية.
قوة الشارع

● كيف تقيم مطالب الحراك الشبابي؟

– ما حدث في الحراك السياسي السابق جزء كبير من مطالبه مشروعة، لكن جزءاً من الأدوات التي استخدمت غير مشروعة.. لا يمكننا أن نطالب بالديمقراطية ونعالج بأدوات طائفية أو سلوك غير وطني.. ما قصدته أنهم دافعوا عن قضايا عادلة بأساليب خاطئة.  كان المفروض الحفاظ على الشعارات المرفوعة، فالعدالة الاجتماعية تعني عدم التفريق بين الأفراد على أساس طائفي أو قبلي، واستخدام بعض المصطلحات التي لا تتماشى مع هذا الإطار تتناقض تماما مع المشروع السياسي.

● برأيك، ما الدافع الذي سيدفع السلطة لتبني المبادرة المنتظرة أو الموافقة عليها، ولاسيما أنها ليست بحاجة لذلك، بعد أن أصبحت تسيطر على مقاليد المشهد السياسي مع المجلس الحالي؟

– الرشد والعقل والحكمة وقوة الشارع.. كل هذه الأمور ستكون الدافع.

● هل مازلتم تعولون على الشارع؟

– الشارع ليس بالضرورة أن يكون فوضويا.. الشارع يسعى بأدواته المختلفة إلى تحقيق ما يعتقد بأنه صحيح، وعلى الحكومة أن تقرأ تطلعات الشارع وتسعى إلى تحقيقها.
شباب المنبر

● أين هم شباب المنبر؟

– شباب المنبر هم الرافد الحقيقي والرافعة الرئيسة للعمل السياسي والتنظيمي داخل المنبر، عمليا ونظريا.. الشباب ما زال لديهم الكثير، فأفكارهم متجددة دائما، وطرحوا أفكارا ومشاريع رائعة جدا، بما فيها المشروع المثار حاليا (تعديل النظام الانتخابي الجديد)، وهو الذي مرّ بالدراسة منذ ما يقارب العام تقريبا.

● ما ملامح مقترحكم المتعلق بالنظام الانتخابي؟

– الأمر يتلخص في الصوت الواحد والقائمة النسبية، تكلمنا عن 6 دوائر انتخابية موزعة على 6 محافظات، لتحقيق المزيد من العدالة.. تحدثنا أيضا عن عدد المقاعد لكل محافظة، بحيث تتحقق العدالة الاجتماعية بالتمثيل، لكي يكون هناك توازن، وذلك وفق كثافة كل دائرة انتخابية.   وبالعودة إلى سؤالك، الفكرة في الأصل شبابية، ومَن يعكف على بلورتها هم شباب المنبر مع قيادات الأمانة العامة وغيرهم، وقد تم التعديل عليها، حتى أصبحت جاهزة بصيغة نهائية ستقدم الآن، وسوف تعطى مساحة للشباب للتبشير بهذا المقترح، وخاصة من قِبل القائمين على إعداده، الذين أقدّم لهم التحية والتقدير على جهودهم الجبارة لإعداده.. وأكرر، إن الشباب هم مستقبلنا، ولا يمكن أن نستغني عنهم في مراحل صناعة القرار داخل التنظيم.

● ما أهم المشاكل التي يواجهونها؟

– لا يجد الشباب الدعم الكافي لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم.. فدائما ما يصطدمون بعدم السرعة في اتخاذ القرار، وقد وضعنا في اعتبارنا تغيير تلك الآلية.. القرارات والأفكار النابعة من الأفراد أو المجموعات أو حتى قمة هرم التنظيم تخضع لدراسة لجان متعددة متخصصة، لدراستها قبل أن تعرض على الأمانة العامة والمكاتب واللجان المختصة لمناقشتها. هذه الدورة تحتاج إلى وقت، لأسباب كثيرة، ومن الممكن أن تتعثر في مراحل معينة أثناء مناقشتها، فضلاً عن المتابعة التي تحتاجها، وإلى وقت أكبر.
العنصر النسائي

● أين هو العنصر النسائي في التنظيم؟

– للأسف العنصر النسائي موجود «عن طريق العضوية»، لكنه غير موجود على الأرض عمليا.. لا أعلم السبب الحقيقي وراء ذلك، لكني ألتمس للسيدات العضوات العذر، وأعتقد بأن مشكلة التفرغ التي تحدثت عنها عقبة أمام انخراطهن بالشكل الذي ينبغي أن يكون عليه.. وللعلم، البعض منهن مشاركات في المكتب السياسي وبعض اللجان، لكن ما قصدته، هو المشاركة الكاملة التي اعتدنا عليها في السابق، وأتمنى أن يعدن كما كنّ عليه في السابق.

● أين وصلت الأمور في ما يتعلق بالبرنامج الثقافي والسياسي؟

– لقد نظمنا العديد من الدورات واللقاءات التثقيفية التى نحتاجها، وإن كانت لم تلبِ طموحنا بعد حتى الآن. المنبر مقبل على مرحلة مهمة، وسيحدد مصير صياغة البرنامج السياسي والثقافي أمور كثيرة، وسنعالج كافة الثغرات التي واجهتنا في السابق، لذلك سنتطرَّق لهذا الموضوع في وقت لاحق، حتى ننتهي منه بشكل كامل قبل المؤتمر العام المزمع عقده في مارس المقبل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*