سعاد فهد المعجل : حروب النفط!

سعاد المعجل عضو المكتب السياسي

سعاد المعجل
عضو المكتب السياسي

مع تدهور أسعار النفط، نكون قد دخلنا في شكل جديد من الحروب: الحروب النفطية! والسؤال السابق الذي كان يدور حول احتمال أن يتسبب النفط في اندلاع حروب عالمية جديدة، لم يعد سؤالاً افتراضياً، ولا نظرياً، بل أصبح سؤالاً مشروعاً ونحن نراقب اليوم هذا التدهور (السياسي) في السلعة التي تحرِّك شرايين العالم كله!

في 16 أكتوبر عام 1973، قررت «أوبك» خفض الإنتاج من النفط وفرض حظر على شحنات النفط الخام المصدَّرة إلى الغرب، الولايات المتحدة، وهولندا تحديداً، حيث قامت هولندا حينها بتزويد إسرائيل بالأسلحة، وسمحت للأميركيين باستخدام المطارات الهولندية لإمداد إسرائيل ودعمها، وفي 17 أكتوبر من العام نفسه وافق وزراء «أوبك» على استخدام النفط سلاحاً لمعاقبة الغرب على دعم إسرائيل في الحرب العربية الإسرائيلية!

مثل هذه الإجراءات وما تبعها آنذاك من إجراءات أخرى مشابهة، دفع وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك هنري كيسنجر إلى كشف النقاب في الحادي عشر من فبراير عام 1974 عن خطة مشروع الاستقلال لجعل الولايات المتحدة مستقلة بما يتعلق باحتياجات الطاقة، لتنكشف الأمور فيما بعد من خلال وثائق بريطانية عن أن الولايات المتحدة فكرت في استخدام القوة للاستيلاء على حقول النفط في الشرق الأوسط!

كيسنجر له مقولة مشهورة عقب أزمة الحظر عام 1973، حيث قال إن العرب يجب ألا يستخدموا مستقبلاً النفط كسلاح سياسي، وهي المقولة التي اعتمدتها الولايات المتحدة في استراتيجيتها المستقبلية المتعلقة بالطاقة والشرق الأوسط!

«توماس فريدمان» الكاتب الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط كتب حول تدهور أسعار النفط مؤخراً بقوله «إن هنالك حرباً نفطية تشنها السعودية والولايات المتحدة ضد روسيا وإيران، وأنهما ستتمكنان قريباً من إغراق بوتين وخامنئي في خضم أزمة النفط»!

يقول «فريدمان» في جداله هذا: «دعونا نفكر، أليس من الغريب أن تكون هناك 5 دول نفطية هي ليبيا والعراق ونيجيريا وسوريا وإيران، عاجزة عن إمداد الأسواق العالمية بالنفط بسبب ما تعانيه من اضطربات داخلية، وما تعانيه إيران من عقوبات اقتصادية، ومع ذلك يشهد سوق النفط العالمية أكبر انخفاض في سعر البرميل؟!

«تساؤلات فريدمان» وغيره مشروعة ومنطقية، وسؤالنا الملحّ هنا باعتبارنا من الدول المنتجة: ماذا أعددنا من خطط؟ وكيف سنتعامل مع حرب سيكون الجميع فيها خاسراً؟

نقلا عن جريدة الطليعة